الطيران السعودي- رحلة تاريخية نحو كأس العالم 2034

المؤلف: منيف الحربي10.30.2025
الطيران السعودي- رحلة تاريخية نحو كأس العالم 2034

‏في يوم الأربعاء، يشهد العالم حدثاً تاريخياً بارزاً في سماء الطيران السعودي، حيث تنطلق أطول وأهم رحلة جوية في تاريخ المملكة، وتتجه أنظار العالم أجمع نحو توقيت الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم.. تلك المدن الخمسة التي ستستضيف فعاليات كأس العالم 2034م المرتقب.

‏تعتبر الخطوط الجوية بمثابة شريان حيوي يربط الجماهير بشغف هذا الحدث الرياضي الضخم، حيث يعكس التكامل الفائق بين المطارات وشركات الطيران واللجان التنظيمية صورة حضارية مشرقة ومميزة عن المملكة، فالمطارات هي البوابات الرئيسية التي تستقبل الزوار وتعكس الانطباع الأول عن مدى تطور البلاد وجودة الخدمات المقدمة.

‏لقد لعب قطاع الطيران دوراً محورياً وأساسياً في فوز المملكة العربية السعودية بملف استضافة كأس العالم، حيث تم تخصيص قسم كبير لاستعراض منظومة النقل والمواصلات المتطورة، وتم التأكيد على وجود 16 مطاراً دولياً مجهزاً على أعلى مستوى، مما يضمن سهولة تنقل الجماهير بين المدن المستضيفة، حيث لن تستغرق الرحلة بين أبعد نقطتين (نيوم وأبها) أكثر من ساعتين وأربعين دقيقة، بينما تبعد العاصمة الرياض عن بقية المدن حوالي ساعة وأربعين دقيقة فقط. ومن أبرز العوامل التي دعمت الملف السعودي هو الموقع الاستراتيجي المميز للمملكة الذي يجعل 60% من سكان العالم على بعد أقل من ثماني ساعات طيران، فهي تتوسط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، بالإضافة إلى التنوع الطبيعي الخلاب الذي يجمع بين الجبال الخضراء الشامخة والصحاري الذهبية الساحرة والسواحل الفريدة.

يشهد قطاع الطيران المدني السعودي نمواً ملحوظاً وتطوراً متسارعاً، مدعوماً بمشاريع ضخمة وعملاقة مثل مشروع مطار الملك سلمان الدولي، ومطار نيوم الدولي، فضلاً عن تطوير وتحديث المطارات القائمة مثل مطارات جدة وأبها، وتؤكد الأرقام الحالية هذا التطور المذهل، حيث تشهد الأجواء السعودية أكثر من 2300 رحلة جوية يومياً، بينما تقوم الخطوط السعودية بتسيير 538 رحلة، منها 231 رحلة دولية، ومع استضافة كأس العالم 2034، من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى أكثر من 5000 رحلة يومياً، بما في ذلك 1000 رحلة جوية للناقل الوطني.

فيما يتعلق بأعداد المسافرين، استقبل مطار الرياض الدولي 34 مليون مسافر سنوياً في عام 2023، وتطمح الرؤية الطموحة للمملكة إلى استقبال 80 مليون مسافر بحلول عام 2030، بينما حقق مطار جدة إنجازاً كبيراً باستقبال 43 مليون مسافر، ويستهدف الوصول إلى 90 مليون مسافر، أما مطار الدمام فيطمح إلى استقبال 15 مليون مسافر بعد تحقيقه 11 مليون مسافر حالياً، فيما يسعى مطار أبها إلى مضاعفة العدد ليصل إلى 8 ملايين مسافر، وأخيراً مطار خليج نيوم، الذي يخدم حالياً 140 ألف مسافر سنوياً، سيتم استبداله بمطار نيوم الدولي المتطور ليتمكن من استقبال 12 مليون مسافر بحلول عام 2034.

عادةً ما تشهد بطولات كأس العالم ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الرحلات الجوية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالفترات العادية، مع استقبال ما بين 15 و20 مليون مسافر إضافي، كما يساهم قطاع الطيران بدور فعال في دعم الاقتصاد الوطني بنسبة تصل إلى 20% من العائدات السياحية المرتبطة بالبطولة، وبالنظر إلى أرقام آخر بطولتين، نجد أنه في كأس العالم 2018، قامت الخطوط الروسية وشركات الطيران الأخرى بنقل أكثر من 5 ملايين مشجع، بينما استقبل مطار الدوحة الدولي خلال كأس العالم 2022 أكثر من 26 ألف رحلة جوية خلال شهر واحد، مع استقبال 3.4 مليون مسافر، ونظراً لأن لكل بطولة كأس عالم طابعها الخاص وظروفها الفريدة، فمن المتوقع أن تحقق كأس العالم 2026 في أمريكا أضعاف هذه الأرقام، أما كأس العالم 2034م في المملكة العربية السعودية فستكون بطولة استثنائية بكل المقاييس، لأنها المرة الأولى في تاريخ البطولة التي تشارك فيها 48 دولة في بلد واحد، مما يجعل الأرقام الهائلة التي استهدفتها رؤية 2030 خطوة جبارة نحو تحقيق المزيد من النجاحات الباهرة والإنجازات المذهلة.

لم يكن شعار «نحلم ونحقق» مجرد شعار مؤقت، بل رؤية قائد ملهم طموح كتب «طموحنا عنان السماء» وحوّل الأحلام إلى واقع ملموس يتجاوز كل التوقعات.

العالم ينبض في قلب السعودية، والسعودية تسكن في قلب محمد بن سلمان.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة